الأوضاع
العامة في
العالم الإسلامي
تمهيد :
يمثل القرنان السابع عشر والثامن عشر فترة ضعف
العالم الإسلامي. فما هي
الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي شهدها
العالم الإسلامي في هذين الفرنين؟
I -
الأوضاع السياسية والعسكرية في
العالم الإسلامي خلال القرنين 17 و 18 م :
1.عانت الدولة العثمانية من الضعف السياسي والعسكري :
منذ مطلع القرن السابع عشر ميلادي أصبح الجيش الانكشاري يتدخل في الشؤون السياسية: حيث كان يعزل ويعين السلاطين العثمانيين والموظفين السامين حسب درجة استجابتهم لمطالبه المادية ( خاصة الزيادة في الأجور )
تخلى الجيش العثماني عن وظيفته العسكرية، وأخذ يزاول أنشطة اقتصادية مختلفة من فلاحة وتجارة وصناعة تقليدية مستهدفا جمع الأموال والثروات.
2. تذبذبت الأوضـاع السياسيــة والعسكريــة للمغـرب الأقصــى خــلال القرنين 17 و 18 م :
بعد وفاة السلطان أحمد المنصور الذهبي انقسمت دولة السعديين إلى مملكتين مملكة فاس ومراكش. وبالتالي تجزأ المغرب إلى عدة إمارات من أبرزها إمارة العلويين وإمارة السملاليين ( إمارة سوس).
تمكن المولى الرشيد من توحيد المغرب الأقصى وتأسيس الدولة العلوية في منتصف القرن السابع عشر الميلادي. وعمل خلفه المولى إسماعيل على تدعيم سلطة الدولة العلوية.لكن بوفاة هذا الأخير دخل المغرب مرحلة الأزمة السياسية التي لم تنتهي إلا بوصول سيدي محمد بن عبد الله إلى الحكم سنة 1757 حيث بدأت مرحلة الاستقرار والانفتاح.
أنشأ المولى إسماعيل جيش عبيد البخاري الذي كان يقوم بإخماد الثورات وحماية القوافل التجارية وحدود البلاد وجمع الضرائب . غير أنه بوفاة هذا السلطان أصبح جيش عبيد البخاري أداة شغب:حيث كان يتحكم في الملوك فيعمل على إقصاءهم أو تعيينهم حسب استجابتهم لمطالبه المادية.
II -
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في
العالم الإسلامي خلال القرنين 17 و 18 م :
1. تدهورت
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في
العالم الإسلامي :
منحت الدولة العثمانية للتجار الأوروبيين عدة امتيازات من أبرزها تخفيض الرسوم الجمركية. بينما ظل التجار العثمانيون يعانون من ثقل الضرائب والمنافسة الأجنبية.
في النصف الثاني من القرن الثامن عشر نشطت المبادلات التجارية المغربية الأوروبية :حيث كان المغرب يصدر المنتوجات الفلاحية، ويستورد مواد مختلفة من بينها الأثواب و النسيج والشاي والسكر والتوابل والبن.
تميزت الصناعة في
العالم الإسلامي باعتمادها على العمل اليدوي وبتنظيم الحرفيين على شكل طوائف. وقد واجهت الصناعة التقليدية الإسلامية بعد الثورة الصناعية(ق 18) منافسة شديدة من طرف المصنوعات الأوروبية، وبالتالي تعرض الحرفيون للإفلاس.
انتشرت الفلاحة التقليدية التي تميزت بضعف الإنتاجية وبارتباطها بالتقلبات المناخية. وقد شهد
العالم الإسلامي تعاقب سنوات الجفاف التي كانت تؤدي إلى المجاعة وهلاك عدد كبير من الناس و انتشار الأوبئة مثل الطاعون.
2. غلب الجمود على الحركة الفكرية في
العالم الإسلامي:
ارتبطت الحركة الفكرية في
العالم الإسلامي بالظروف العامة: ففي فترة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يحدث ركود فكري. و في فترة الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي يسجل انتعاش فكري.
تميزت الحركة الفكرية الإسلامية باعتمادها على العلوم النقلية مثل الفقه والأدب والتاريخ، وإهمال العلوم العقلية كالرياضيات والفيزياء والطب، ونهج أسلوب التقليد، والابتعاد عن التجديد والإبداع.
خاتمة: أمام تدهور
الأوضاع العامة في
العالم الإسلامي تزايدت الضغوط الأوروبية.