الرواية :
العنوان :
يقدم عنوان ''
اللص والكلاب '' إمكانيات غنية
بالتساؤلات حول الدلالات والإحاءات التي يمكن أن يحيل عليها التركيب الاسمي ،
بمفردتيها ''اللص'' و ''الكلاب'' ، ولعل أول تساؤل يستثير القارئ: علاقة عطف الجمع
الواوي في الجملة بين اسمين ، أحدهما مرتبط بالإنسان و الآخر بالحيوان ، مما يمكن
أن يوهم بحقيقتهما المعجمية في ذهن المتلقي ، فيجد نفسه أمام فرضية للقراءة محدودة
الأفق في ضوء ما يحيل عليه المكونان، من منطلق تصور اشتغال الرواية على حدث أو
أحداث واقعية وثيقة الصلة بعالم السرقة والمطاردة .
وقد يجد نفس القارئ حاجة
لاستعراض ما يتصل باللص من صفات لها علاقة بالجريمة ، دون نفي إمكانية التفكير في
الظروف الواردة ، كأسباب للفعل في الواقع ، على اعتبار أن
اللص في النهاية قد لا
يكون دائما موضوع إدانة ، إن كانت ثمة دوافع موضوعية كالحاجة و الضرورة ، في مجتمع
يدفع إلى جنحة اللصوصية تحت الإكراه ، خاصة وأن
اللص بصيغة المفرد ، قد يصدر في
فعله عن موقف شخصي يعكس ذاته ، دون صيغة الجمع التي يمكن أن توحي بالعمل المنظم ذي
الطبيعة الاحترافية ، وبنفس التأمل في دلالة المكون الثاني من العنوان '' الكلاب ''
، يمكن أن يستحضر ما يتصل بهذا الحيوان الصديق التاريخي للإنسان، من صفات الوفاء و
الصدق في الملازمة ، لدرجة التضحية من أجل صاحبه في مواجهة ما يتهدده ماديا من طرف
الغير، لينتهي إلى حاجته لقراءة المتن
الروائي ، كي يحدد للمكونين دلالتهما
المقصودة في رؤية الكاتب ، في ضوء ما راهن عليه بتأليفه للرواية .
المتن